انتحار
 


 

انتحار

كان صوت الفجر الفضي
ينبت بين نباتات الأرض
براعم خضراء


وصوت البحر
يلامس ذرات الرمل
يداعب مسامعها

أصوات طرقت أبواب غرفتها
فكانت يقظتها كالسحر
إرتعش قلبها
وطرفت عيناها
وتلهفت روحها


هناك أشياء لم تدرك بعد
تختبىء فى مسامات الجلد
طارت خصلات شعرها
متناثرة على وجهها المشع


كأنها تنتشر على طول الشاطيء
وتزحف ناحية البحر
لتتوحد مع الأفق
فيتلألأ كالماء


غاصت أصابع قدميها الناعمتين فى الماء
وكان شعورا لم تدركه من قبل
شعورا نقيا كصفاء روحها
جعلها تحث خطاها بصعوبة
على الرمال الدافئة
ومازال شعرها يتطاير
والأصوات تنادى من جهة البحر


يجذبها الماء
فتستسلم له
يرتقى الماء ويعلو لجسدها
والأصوات تحاصرها
تتوحد معها
تتسلل إلى كل منطقة فى جسدها
كما تسلل الماء البارد



تمر عليها كل مشاهد غربتها
طفولتها
أنوثتها
إغتيالها
تمنع المقاومة
يطفو شعرها على الماء
وتنطلق روحها نحو السماء 


 
 

 
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement