الهاربة الأولى
تذكـــرت أني أريد أن أنســـاك ِ
فنسيت النسيـــــان من ذكـــراك ِ
يامـــن أحبــــها بـــالرغم عني
أبى القــــلب أن ينسى هــــواك ِ
هي نظرة سلبت النــوم مـــن عيني
ومن قــلبي سلبت التفكير في سواك ِ
فإمـــا أن تجودي بــالوصل مـــرة
وإمــا أن تكف النــظر لعيني عيناك ِ
فقد أحتـــمل مــن الســيوف طعنا ً
وأن أمشي عــلى الجــمر والأشــواك ِ
لكنني لــن أحتمل مـــن عينيكِ نظرة
تحــيلني صنما ً بغيـــر حـــراك ِ
أنــا أحبـــك ِ إعقلي هــذا
بكثــير ٍ من الفــهم والإدراك ِ
فقد تعجزين عن النسيان مثلي
وقــد تســـهرين مع النجم والأفلاك ِ
أو قد تحيلين الدمع حــــبرا ً
وتكتبي القصـــائد حتى تكل يداكِ
ماذا أقول لك وأنـــا
عازم ونادم على الفراق
نفسي تريـــدك بـــاقية
وهــواك ِ غير بــــاق ِ
فبقاؤك ِ حلوتي قد غدا
كبقــاء نجمة مع الإشراق
فأرحلـــي بعيـدا ً يا من
لن ترحلي أبدا ً عن الأحداق
أتركــــي قلــبي فقد
مـــّل من الغيرة والأشواق
وتعب القلم من ذرف
الدموع سطورا على الأوراق
وتعبت أنا من التلهف عليك ِ
يا سرابا ظهر في الأفاق
تعبت من الضحك أمام الناس
والبكاء في الأعماق
حبك قيد يقيــدني لكنني
حتما سأحل وثـــاقي
وإن كنت أخشى أن يرحل حبك ِ
وتبقى ذكراك مع البواقي